خطر المنازل الآيلة للسقوط في العرائش والقصر الكبير: كارثة تتربص بالأرواح

العرائش والقصر الكبير – المغرب

يعيش عدد من سكان مدينتي العرائش والقصر الكبير على وقع الخوف والقلق اليومي من انهيار منازلهم الآيلة للسقوط، خاصة مع تساقط الأمطار أو حدوث أي اهتزازات خفيفة، ما يجعل حياتهم مهددة في كل لحظة.

وتعرف هاتان المدينتان، اللتان تزخران بتاريخ عمراني عريق، انتشارًا مقلقًا للبنايات المتداعية، خاصة في الأحياء القديمة كالمدينة العتيقة بالعرائش وحي سيدي يعقوب بالقصر الكبير، وسط غياب حلول جذرية من طرف السلطات المحلية.

تحذيرات ميدانية دون تفعيل

رغم التقارير التي توثق خطورة الوضع، لا يزال التدخل الرسمي محدودًا. حيث تؤكد بعض الأسر المتضررة أنها تلقت إشعارات بالإفراغ منذ سنوات دون أن تتمكن من إيجاد بديل للسكن، مما يدفعها إلى البقاء في منازلها رغم علمها بخطورتها.

وتقول فاطمة، إحدى ساكنات حي شعبي بالعرائش: “نحن نعيش كمن ينتظر الموت… سقط جزء من سقف الغرفة خلال الشتاء الماضي، لكننا لا نملك مكانًا آخر نذهب إليه. وعود السلطات كثيرة، لكن الحل غائب”.

الأطفال ضحايا الهشاشة

لا يقتصر الخطر على الكبار فقط، بل يشمل الأطفال الذين يلعبون في الأزقة الضيقة المحاطة بجدران مائلة وسقوف مهترئة. كما تتسبب هذه الوضعية في حرمان بعضهم من الدراسة، نتيجة التنقل المستمر بحثًا عن مأوى مؤقت.

وصرحت إحدى الجمعيات المدنية بالقصر الكبير أن أكثر من 80 منزلاً مهددًا بالسقوط الفوري، وأن استمرار التسويف قد يؤدي إلى كارثة إنسانية، خصوصًا مع دخول فصل الصيف حيث تتعرض بعض الجدران للجفاف والتشقق.

أين دور وزارة الإسكان؟

يوجه الفاعلون المحليون سهام النقد إلى وزارة إعداد التراب الوطني والإسكان، معتبرين أن برامج إعادة الإسكان التي أُطلقت في مدن كبرى مثل الدار البيضاء وفاس لم تشمل المدن المتوسطة والصغيرة، حيث تنعدم رؤية واضحة لحل مشكل البناء العتيق.

كما طالبوا بإعادة النظر في سياسات الإنعاش الحضري، وفتح المجال أمام شراكات بين الدولة والخواص لتأهيل هذه الأحياء دون تهجير سكانها، مع الحفاظ على الهوية المعمارية للمدن.

رسالة للجهات المعنية

يناشد السكان السلطات المركزية بالتدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، مؤكدين أن الوقت لم يعد يسمح بالمزيد من الدراسات والوعود، بل يتطلب إجراءات فعلية تشمل الدعم المالي، إعادة الإسكان، وترميم البنايات قبل أن تقع المأساة.

شاهد أيضاً

قافلة طبية كندية في ورزازات: عندما تُعيد المبادرات الإنسانية البسيطة الثقة في معنى “الخدمة العمومية”

تواصلت، يوم الأحد 18 ماي 2025، فعاليات القافلة الطبية المجانية المتخصصة في طب العيون، والمنظمة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *