خطوة سياسية ذكية تُحسب لحزب التقدم والاشتراكية

نبيل بنعبد الله يخترق معاقل خصوم الوحدة الترابية بالقوة الناعمة.. خطوة سياسية ذكية تُحسب لحزب التقدم والاشتراكية.

في عالم السياسة، لا تنتصر الدول فقط بالخرائط والدبلوماسية الرسمية، بل بالقوة الناعمة والقدرة على التأثير في عمق ساحات الخصوم. وهذا بالضبط ما جسدته زيارة الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، لمركز فيدل كاسترو في العاصمة الكوبية.

زيارة قد تبدو، ظاهرياً، مجرد نشاط ضمن جدول دبلوماسي حزبي، لكنها في العمق تحمل رسائل سياسية قوية، أهمها أن المغرب قادر على الحضور، بل والتأثير، حتى في معاقل تاريخية كانت تُحسب لجبهة البوليساريو.

كوبا، المعروفة بمواقفها التقليدية المنحازة لأطروحة الانفصال، تستقبل اليوم أحد أبرز زعماء اليسار المغربي، في رسالة مزدوجة: انفتاح من المغرب عبر قنوات غير رسمية، وتحرك ذكي في ساحة تعتبرها الجبهة “مضمونة الولاء”.

إنها قوة ناعمة تُمارس بذكاء سياسي، عنوانها الحوار والانفتاح والتواصل الثقافي والأيديولوجي، بعيداً عن الخطاب الخشبي أو التصعيد.

نبيل بنعبد الله لم يذهب ليُجامل، بل ليُحدث خرقاً في جدار تقليدي، عبر اللغة التي يفهمها اليسار اللاتيني، وبالرموز التي تَلقى صدىً في مثل هذه الفضاءات.

ومع هذه المبادرة، يُسجّل حزب التقدم والاشتراكية نقطة متقدمة في مسار بناء دبلوماسية حزبية موازية، فاعلة ومؤثرة، بعيداً عن منطق الغياب أو التردد الذي يطبع أداء أغلب الأحزاب المغربية في الساحة الدولية.

لقد آن الأوان لأن تدرك النخب السياسية أن المعركة من أجل الصحراء المغربية لا تُخاض فقط في مجلس الأمن، بل أيضاً في مراكز الدراسات، وفي الجامعات، وفي قاعات الندوات، وفي المنتديات السياسية الدولية.

وما قام به نبيل بنعبد الله يؤكد أن الاشتغال على القوة الناعمة ليس ترفاً، بل ضرورة استراتيجية.