نبيل بنعبد الله: زعيم سياسي بقلب الشارع وصوت الفئات المهمشة

رغم مرور سنوات طويلة على قيادته لحزب التقدم والاشتراكية، لا يزال نبيل بنعبد الله يحتفظ بخطاب قريب من هموم المواطن، بل ويتحدث بلغةٍ بسيطة وواضحة، تلامس واقع المغاربة وتُترجم معاناتهم اليومية.

في زمنٍ أصبحت فيه السياسة بعيدة عن الشارع، وتمارس غالباً في الصالونات المغلقة، يظهر بنعبد الله في كل مرة كصوت صادق لا يخشى قول ما يردده المواطن البسيط في المقاهي والأسواق. فسواء تعلّق الأمر بارتفاع الأسعار، أو تراجع الخدمات العمومية، أو مشاكل السكن والتشغيل، تجد مواقفه حاضرة ومباشرة.

أكثر من ذلك، لا يتردد في انتقاد طريقة تعاطي الحكومة مع الملفات الاجتماعية، معتبراً أن “البلاد بحاجة إلى دولة اجتماعية قوية، لا إلى مقاربة محاسباتية باردة تنظر إلى المواطن كرقم وليس كإنسان”. فبالنسبة إليه، لا يمكن لأي إصلاح أن ينجح دون أن تكون الكرامة والعدالة في صلب السياسات العمومية.

هذا القرب من الناس لم يأتِ صدفة، بل هو نابع من مسار سياسي طويل، انطلق من النضال في صفوف الشبيبة، وتدرّج في المسؤوليات دون أن يفقد بوصلته، ولا ارتباطه بجذور حزبه التاريخية. لذلك، فحين يتحدث عن التعليم أو الصحة، لا يفعل ذلك من موقع تنظيري، بل كمواطن قبل أن يكون مسؤولا حزبياً.

وقد عبّر مراراً عن أسفه من غياب الثقة بين المواطن والسياسة، مشدداً على أن “واجب الأحزاب اليوم ليس فقط تقديم الوعود، بل استرجاع تلك الثقة المفقودة، وهذا لا يكون إلا بالفعل الميداني والمواقف الصادقة”.

ربما يختلف البعض مع نبيل بنعبد الله في بعض القضايا، لكن القاسم المشترك بين مؤيديه وخصومه، هو الاعتراف بكونه من القلائل الذين ما زالوا يمارسون السياسة كالتزام، لا كامتياز.